الاثنين، أغسطس 20، 2012

رحلة إلى أدغال أفريقيا:

رحلة صيد في أدغال أفريقيا:
حكى أحد المدرسين جامعة البترول في أوائل السبعينات الميلادية عن  إعجابه الشديد بالعمارة المحلية وعموماً نمط
العمارة القديمة في العالم الإسلامي. التي خدمت تصاميمها وتنفيدها بمواد من بيئة إنسان هذه المنطقة، و بما يتلائم ومناخها القاري شديد الحرارة والرطب في الصيف،  والقارص في الشتاء. وكمدخل للحديث لموضوع ولعه إعجابه
بالعمارة في العالم الثالث. حيث بدأ المدرس في الكلام عن دراسة إبنته الجامعية بإسهاب وفخر كأي أب  في الدنيا. ملخص القصة إن إبنته ذهبت للتو في رحلة "صيد" إلى إفريقيا.

ذهبت أذهان الطلبة بالذهول، خصوصاً إذا أخذنا في الإعتبار نمط الحياة والتفكير حقبة بداية السبعينيات من القرن الماضي. من وجهة نظر الطلبة  إن رحلة البنت فيها خطورة أولاً. وثانيا تحتوي الرحلة على عبث يتسم بالخشونة والبطش بحيوانات أفريقيا المسكينة. تداخل الطلبة بإستفهام إستنكاري بادي على الوجوه: كيف يسمح لإبنته بهذا العمل المغامر العبثي المشوب بالخطورة والغير إنساني؟ (لم تكن حماية الحيوان قد تبلورت بعد في أذهان الإنسان الغربي بصورة
 فاقعة في تلكالحقبة من الزمن).

ولتصحيح سؤ الفهم الذي أدركه المحاضر في عيون الطلبة إنبرى  بالشرح الجاد و بإسهاب  إن  إبنته تدرس هندسة معمارية.   وإن إستكمال دراستها الجامعية تتطلب عمل بحث أو مشروع عملي عن فن العمارة وإمكانيات الإستفاده منه في نمط العمارة السائد في الغرب. ومنح الدكتور المشرف الموفقة على مشروع وإبنته و على عنوان البحث: نمط العمارة في أدغال إفريقيا ومدى الإستفادة منه. وذهبت البنت إلى هناك على نفقة جهة تتبنى المشروع،  مصطحبة  آلة التصوير بدل بندقية  الصيد "لأصطياد" بنايات إي إلتقاط صور فوتوغرافية لنمط العمارة في أفريقيا وذلك لإسناد وتزويد البحث بصور توضحية.

السؤال: هل إستفاد المهندسون المعماريون  المحليون من  فن عمارة  الأجداد وتوظيفه او عمل مزاوجتة مع نمط العمارة
في العصر الحالي؟ أو مازلنا نبني وننفذ عمران غريب عن البيئة بكلفة عالية،  وذات تشغيل (بفواتير كهرباء) تقضم جزء كبير من الراتب؟
هل تتصور الحياة في العتمة خارج المنزل؟ ربما تقول قد تتضايق المارة؛  فما بالك بالحياة بدون كهرباء وانت داخل المنزل وانت مطالب للعمل بكفاءة في صبيحة اليوم التالي؟