يتناول البحث معضلة الخليج والإبتكار في ثلاث حلقات:
الأولى: مقدمة عن ثقافة الإبتكار والمعوقات
الثانية: قصصأ عن معضلة الإبتكار في الخليج والدول النامية.
الحلقة الثالثة: ماذا يقرأ منظري الإبتكار؟
مقدمة عن ثقافة الإبتكار والمعوقات
أكد هامل (2006) على مدى 100 عام مضت الإبتكار في إدارة، أكثر من إي إبتكار آخر، قاد الشركات إلى مستويات عالية من الأداء مكنتهم من تخطي العقبات بفاعلية كبيرة. الأبتكار في الأمور الحسّية البسيطة المتصلة مثلاً بالمطبخ، فحين رأى الإنسان أن إزالة فلس (تسفيط) السمك مسألة شاقة إخترع أحد المبدعين قشارة السمك على شكل فرشاة شعر ولكن بمسامير. وعندما حدثت أزمة في الطاقة ومصادرها بدأ العلماء المبدعين في التفكير في مصدر آخر للطاقة بدلا من البترول مثل الطاقة الذرية، الطاقة الشمسية، الهواء، مساقط المياه، والوقود النباتي "بيوفيول".
أكد ليفر (2001) الإبتكار الجدري مثل تطوير الحاسب الشخصي PC مقارنة بالحاسب العملاق Main Frame و إصدار الهواتف النقالة مقارنة بالهواتف السلكية. ويكون الإبتكار عبر التحسينات المتعاقبة مثل أجيال ماكينات الحلاقة المتعاقبة التي تطرحها "جليت" Gillette أو إبتكار القفزات الخاطفة مثل تطوير الهاتف الجوال الذي صمم ليحل محل هاتف السيارة المتحرك وغالي التكلفة.
معوقات الإبتكار كما يراها الدكتور علي الحمادي:
خلال مقابلة على قناة "صانعو القرار" التلفزيونية في 15 فبراير2009 طرح الدكتور علي الحمادي معوقات الإبتكار في دول الخليج ودول العالم النامي. والدكتور علي الحمادي: دكتوراه في التطوير الإداري من بريطانيا ورئيس معهد التفكير الإبداعي في الشارقة. قسم الحمادي (2009) المعوقات إلى سياسية وإجتماعية.
وطرح عدة حلول لتخطي المعوقات:
إصرار المبتكرين على معاودة طرح أفكارهم الجديدة ومحاولة إقناع المتنفدين في الدول النامية في توفير بيئة حاضنة للإبتكار ذات ومردود مادي سخي للمخترعين. يحد من الأفراد "هجرة الأدمغة" وكذلك الحد من ترحيل الإبتكارات المحلية في مراحلها الأولية إلى الدول المتقدمة والغرب طمعاً في تحقيق المهاجرون ذواتهم في تبني الغرب إكمال إبتكاراتهم وإنجازها على أرض الواقع.
إرساء ثقافة لإبتكار:
إرساء ثقافة حاضنة بإعادة كتابة المناهج في المدارس والجامعات وإدخال مادة الإبتكاروالتفكير النقدي Critical Thinking من صفوف الروضة حتى الجامعة. أخيراً وعلى الكتاب صياغة كتب الإبتكار للدارسين والعامة بإسلوب سلس ومبسط نابع من ثقافتنا المحلية والإبتعاد عن الإسلوب الحالي الذي يتناول مادة الإبداع ما يشبه إلى حد بعيد الكتابة عن المعادلات الكيمائية! (2009)
قدلانتفق مع كل مايطرحه الدكتور من أفكار ورموز ومرجعيات في في محاضراته، لكن يحسب للدكتور طرحه المبتكر. وللحمادي حضور وتعاون في إقامة محاضرات عن الأبتكار بصبغة ثقافية محلية مميزة. وهو يدعو لتكون للفرد شخصيته المستقلة فالناس تحترم المستقل لا الإمعة أو المقلد. ولا يعني هذا عدم الاستفادة من تجارب الآخرين وشخصياتهم ولكن المقصود عدم التقليد الأعمى كأن يتكلف كلاما أو طباعا ليست له. خلاف ما يطرحه المحاضرون الأجانب، يلمس الشخص في محاضرات الحمادي عن الإبتكارInnovation إنها ملاصقه وغير دخيلة على التراث والثقافة العربية والإسلامية.
الإبتكار في التكنولوجيا وهيكلية الأعمال:
ففي مجال الطب سير عملية للإتأصال operation procedure المرارة أصبح عن طريق ثقب بدل عمل فتحة كبيرة. هواة (غير محترفين) ينقلون خبراً عبر شبكة اليو توب، تعتبر المصدر الوحيد المعتمد لوكالات وشبكات إخبارية علمية تتقزم أمامه جهات إعلامية عملاقة. وتكون الإبتكارات في تحسين سير الأعمال Process بعد تلكأ سير إقرار المعمالات و نظام"المعاريض" الورقية تحول البعض غلى الحكومة الإكترونية. الجامعات الكونتريتية وماتحويها من فصول وكراسي ومقاعد، تتحول إلى جامعات ذات فضاء إفتراضي تغطي خدماتها للطلاب والطالبات المنتشرين في جميع القارات. إنظر رابط جامعة فينيكس .University of Phoenix online
أكد الحمادي (2009) أن مجال الإبتكار ليس محدوداً في التكنلوجيا والأجهزة والأمور الحسية فقط بل تتجاوز آفاقه إلى نظم سير الأعمال، السياسة، المستشفيات، سير المعاملات في المصانع، المؤسسات غير الربحية كالجمعيات، مناهج التربية، وطرق التعليم في المدارس والجامعات. كما أضاف زعم المسؤلون في الدول النامية بدل ما في وسعهم في تننظيم الحوافز المادية والمعنوية للأفراد لتشجيعهم على الإبتكار والإختراع وإصدار أفكار جديدة.
الوقائع تشير إلى معوقات:
رغم ذلك الزعم أعلاه توجد معوقات أمام للأفراد تحد من إصدار أفكار جديدة في المؤسسات. ويبدي أسفه لإن الخطط تضع عقبات إجرائية أو بيروقراطية أمام تنفيد تلك الإبتكارات. وبالتالي تكبد خزينة هذه الدول والمؤسسات العاملة فيها، بسبب فوات فرص ذات أرباح مادية كبيرة كما تمنع تسهيل سير الأعمال بيسر وسهولة للعاملين والعملاء. قد تصل ردود أفعال الأفراد على المعوقات إلى نكوص وعدم التفاعل مع رغبات المؤسسات في الإتيان بمزيد من الأفكار الجديدة.
في الحلقة القادمة نقرأ معاً قصصأ عن معضلة الإبتكار في الخليج والدول النامية.
__________________
المصادر العربية والأجنبية
الحمادي، أ. (2009). معوقات الإبتكار. مقابلة تلفزيونية من برنامج قناة "صانعو القرار" في 15 فبراير 2009.
الجابري، ح. (1425) الإبداع المؤسسي (التميز المؤسسي). مستخرجة في 14 أبريل 2009. من http://www.4shared.com/file/39791526/3fdaf0b5/_ml?s=1.
سبيكولاند، ر. (2006) إضغط الزر وانطلق. مكتبة جرير. السعودية
موقع الفيزياء التعليمي (2009). الأمازون تطرح قارئ كتب كندل للجوال. مستخرجة في 15 أبريل 2009. من
Hamel, G. (2006). The why, what, and how of management innovation. Harvard business review. Retrieved April 14, 2009. From http://www.4shared.com/.
Leifer, R. (2001). Radical innovation: How mature companies can outsmart upstarts. Harvard [Book review]. Retrieved April 13, 2009. From http://www.4shared.com.
UoP online (2009). Mission and purpose. Retrieved April 16, 2009. From
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق