الأربعاء، أبريل 22، 2009

دراسة إثنوغرافية لخطاب اوباما في تنصيبه

/ 2 / 2009م - 9:09 م
شرح نيومان (2003) الإثنوجرافية ethnography تفترض أن الباحث يسبر غور ماقيل بصراحة وما شوهد جهاراً "وقراءة" ماتحت السطور والذهاب إلى المعانى المراد. (2003، ص. 366). أكد أولييف (2005) إن الإثنوجرافية طريقة دراسة نوعية QUALITATIVE تمكن الباحث من معرفة البشر عن طريق التعلم من البشر أنفسهم. كما أن الإثنوجرافية تمكن الباحث تفسير وأخذ نظرة شاملة للمعاني الكامنة ضمن سياق context محدد ومعروف (2005، ص. 395). كريسويل (2005) وجد الأثنوجرافية هي الدِراسة الخاصة بمجموعة بشرية تجمعها قِيم، ووجهات نظر، ومعتقدات مشتركة. علاوة على ذلك، فالباحث المتتبع بهذه الطريقة البحثية عن قرب يستنتج قوانين لتصرفات عينة بشرية صغيرة ومحدودة ذات توجهات ووسمات داخلية وظواهر مشتركة يمكن سحب نتائجها على مجمعات بشرية أعم. وعلى العموم فكلمة أثنو : معناها ناس؛ جرافية معناها رسم . أي رسم أحوال الناس بمعنى إعطاء صورة تفصيلية وصفية عن حياة وأحوال الناس
. البحث الذي بين يديك يناقش بإختصار قضية إثنوجارفية مركبة وكما عرفها كريسويل ب" إستكشاف متعمق والفصح عن نظام مترابط مبني على ... حدث غير معتاد" (2005، ص. 439). الكاتب سيحلل “etic data” (2005, p. 445)، المعلومات التي تمثل تفسير الكاتب وجهة نظره في خطاب تنصيب وأداء باراك حسين أوباما الرجل الأسود الوسيم القسم الرآسي في 20 يناير 2009 كأول رئيس للوليات الأمريكية من أصول أفريقية أمام تجمع بشري. وذلك إستنادا لمشاهدة الخطاب مباشرة على شاشة المحطات الفضائية وكذلك وفي مراحل لاحقة من خلال شبكة النت.
في حفل التنصيب كثير يتطلع كل منهم لمهمة تصحيح وإنقاد البلاد والعباد من أزمة حقيقية ومؤكدة توصف بالكارثية. ( شير و كورنبلت 2009) ركزأوباما خطابه على دور الأفراد في مواجهة الظروف الإقتصادية الصعبة التي تعيشها الولايات المتحدة حاليا. من هو أوباما؟
أكد (Obama, 2006) تواصل جهوده في الدعوة إلى لترشيحة ليصل إلى حلمه ليصبح الرئيس الـ 44 للولايات المتحدة وأول رئيس من أصول إفريقية. ولكنه لم يعرف الممل والكلل ويعمل حتى ساعات متأخرة من الليل. فكان يسافر كثيرا من ولاية إلى ولاية. ويحصل في بعض الأحيان أن المردود ليس مشجعا، فالقاعة المخصصة للقاء تحوي بضع أشخاص بما فيهم منظمي اللقاء. ولكنه يصر على إقامة الفعالية رغم قلة الحضور. ففي بداية دخوله معترك السياسة قالت زوجته له ذات مرة عند عودته كمعتاد من حملاته الإنتخابية في ساعة متأخرة من الليل، " نحن لانريد حياة كهذه. فإنه لدينا مايكفينا من المال لنعيش حياة كريمة نحن مع أطفالنا." ولكنه مصر على الوصول لهدفه في إقامة التغيير.
فكان يقترب من الناس مهما قلوا ومن أي أعراق أو ثقافة ينتمو في المجمعات التجارية وغيرها من التجمعات والمناسبات. فرد الآخرين إلى دعوته يقابل بألقبول من بعض الناس في بادئ الأمر لما يتمتع به من شخصية كرزماتية وقامة ممشوقة ومؤهلات تعليمية وأخلاق عالية. وفي أحيان أخرى يقف إسم أباه عائقا لقبول الناس لدعوته عند سؤاله عن إسمة الكامل. فيي خلال مراحله السياسية قرر أن يستعين بخبير لتحسين صورته. وفي خلال تناولهما القهوة في أحد المطاعم كانت بجانب الخبير نسخة من جريدة محلية وكان يتصدر الخبر الرئيسي صورة أسامة بن لادن. ففهم أوباما المغزى من وضع الجريدة التي تحمل صورة أسامة بن لادن قبالة ناظري أوباما —تقارب لفظ الأسمين باللغة الإنجليزية: أوباما ؛ أوساما-- الذي يريد محدثه إيصاله وهو أن المشكلة تتعلق بإسمه الهزيل (funny name). (2006) نقلا عن إلاف كتب جيم هوغلاند (2009) في صحيفة "واشنطن بوست" مقالاً بعنوان «المعلم على منصةٍ عالمية». ويقول الكاتب إن نادي القيادة العالمي رحب بالرئيس الأميركي باراك أوباما مع خليطٍ من الأمل والحذر. فلقد مضى زمن على تعامل أعضاء هذا النادي مع قائد أميركي قد يكون أكثر شعبية منهم لدى جماهيرهم. ويؤكد الكاتب على أن جورج بوش شدد على بناء علاقات شخصية مع عدد قليل من الحلفاء الأساسيين كجوهرٍ في سياساته الخارجية. أما أوباما ليس لديه هذا الميل أو هذه الحاجة. فكلماته وأفعاله الأخيرة توضح أن القادة الخارجيين سيتعاملون مع حكومة أميركية متجددة وفريق قوي خاص بالسياسة الخارجية. فعلى الرغم من صغر سنه وقلة خبرته، يتابع الكاتب، يدخل أوباما بينهم كبروفسور وفيلسوف أخلاقي، وليس كمحارب واعظ كما كان بوش. فقد انتقل العالم من حقبة الواعظ الأميركي الى حقبة المعلم الأميركي. فالقادة الخارجيون، كما يرى الكاتب، يريدون قائداً أميركياً غير قويٍ الى حد بعيد (بوش) أو ضعيفٍ الى درجة كبيرة (جيمي كارتر).
لقد ورث أوباما من سلفه بوش "قضايا ساخنة" تثقل كاهل الإقتصاد الأمريكي. جلها يحل بإرجاع الحقوق إلى أصحابها! ياترى ماذا تعتقد ما الرئيس الأميركي باراك أوباما صانع الآن حيال تلك القضايا ؟
مسرح حلم التنصيب:
نقلا عن وكلات الأنباء العالمية و بي بي سي كتبت براثا (2009) وعلى الرغم من البرد الشديد، بدأ منذ فجر الثلاثاء مئات آلاف الأشخاص بالتجمع في الساحة التي تمتد في المرج الأخضر الذي يعرف بالمول على سفح مبنى الكابيتول مقر الكونغرس الأميركي. وتجمع حوالي مليوني شخص إلى المول لحضور الحدث، وهو عدد قياسي لمدينة يبلغ عدد سكانها حوالي 600 ألف نسمة. أوباما أدى ظهر الثلاثاء 20 يناير 2009 اليمين ليصبح الرئيس الـ 44 للولايات المتحدة وأول رئيس من أصول إفريقية أمام مئات الآلاف من الأشخاص الذين تدفقوا على واشنطن ليعيشوا هذا اليوم التاريخي، والحلم الذي تحقق "هذا هو معنى الحرية في أمريكا، لماذا الرجال و النساء و الأطفال من كافة الأعراق و الأديان يمكنهم المشاركة بالاحتفال في أرجاء هذا المكان الشاسع، و لماذا ابن رجل ربما رفضت خدمته في مطعم محلي قبل 60 عاماً، يقف الآن أمامكم ليؤدي أقدس الأقسام. " وقبل ذلك أقسم نائب الرئيس جوزف بايدن اليمين في مراسم تتخللها صلوات قام بأدائها القس الإنجيلي ريك وارن. وبعد ذلك غنت "ملكة السول" إريثا فرانكلين للرئيس الجديد. وتضمن برنامج الاحتفال كذلك قصيدة ألقتها الشاعرة اليزابيث الكزاندر أستاذة الدراسات الإفريقية-الأميركية في جامعة ييل. وقالت الشاعرة قبل التنصيب إن قصيدتها لن تكون طويلة "نستطيع أن نقول إنها لن تكون أطول مما يجب. لن تكون طويلة كالملاحم، ولا قصيرة على غرار قصائد الهايكو اليابانية." يذكر أن هذه هي المرة الرابعة في التاريخ الأميركي التي يلقي فيها شاعر قصيدة في يوم تنصيب الرئيس. ثم سيلقي القس جوزف لويري كلمة للمباركة قبل أن تعزف جوقة "سي شانترز" التابعة للبحرية الأميركية النشيد الوطني.
سياق لخطاب:
يعرف كرسويل المحتوى context بأنه " الوضع، الحالة ، أو البيئة التي تحيط المجموعة البشرية الثقافية التي يراد دراستها (2005، ص. 447)." شرح الورثة الثقيلة من سلفه ووعوده للأمة وبرنامج عمله لحل الأزمة المالية والمشاكل العالقة في العراق وأفغانستان صاغ كل ذلك ببراعة. بحيث نقل مسؤلية العمل على كاهل الجمهور. من صفات المتعامل مع السياسة البراعة في الإتصال مع الجمهور وتفاعلهم لما يقول. وأوباما من براعته لوحظت في خطابه هذا فهو يبدأ إنطلاقته بمقاطع الجمل كالأسد وينهي الجملة بهمسة، ذات وقفة قصيرة، ناعمة. إضافة في كونه عمل كأستاد جامعي فبراعته في فن الخطابة والإقناع توحي أنه درس كثيراً عن قدماء المتكلميين وأستمع إلى الكثير الكثير من الخطباء المعاصرين. فإسلوبه في الخطابه يعيد إلى الأذهان أن الواقف أمامهم جون كندي، أو روبرت كندي، أو لوثر كنج. (McCracken, 2008)
وقد تمحور خطابه حول نقاط عديدة أبرزها(France 24, 2009) : (1) المشاكل والتحديات التي تواجهها الولايات المتحدة من أزمة مالية ووضع اقتصادي متأزم، بطالة متفاقمة، ضمان صحّي مكلف، مستوى تعليمي متدن، وحروب تخوضها الولايات المتحدة في العراق وأفغانستان؛ (2) الإشادة بالتضحيات الجسام التي بذلها صانعو الأمة والمجازفات التي خاضوها والرجال والنساء الذين سقطوا ذودًا عن البلاد والطاقات الفردية والجماعية التي علت بالولايات المتحدة؛ (3) التذكير بطاقات الأمة ومكامن قوتها واستنهاض الهمم مع الإشارة إلى ما واجهته الأجيال السالفة من مصاعب تجاوزتها بوحدتها كدولة وكشعب؛ (4) السعي إلى اعتماد "طريق جديد الى الأمام" تجاه العالم الإسلامي والتعهّد بدحر من ينتهج الإرهاب أسلوبًا مذكّرًا بأن الولايات المتحدة مستعدة لقيادة العالم من جديد على أساس أن تكون قوة دفاعها في صوابية قضيتها ومشروعيتها؛ (5) وعلى صعيد السياسة الخارجية، تعهّد باراك أوباما بإظهار حسّ عال من المسؤولية في إعادة الجنود الأميركيين من العراق واعدًا بأن تبدأ الولايات المتحدة "بمغادرة العراق بطريقة مسؤولة"؛ (6) كما ذكّر الرئيس باراك أوباما بماضي التمييز العنصري الذي عرفته بلاده كما بما تحقق على درب المساواة مؤكدّا أن الناس "سواسية وأحرار ولهم الحق في السعي خلف السعادة"؛ وأخيراً (7) واختتم الرئيس باراك أوباما كلمته بالقول "ليقل أولاد أولادنا أنه حين إمتحنا لم ندر ظهرنا ولم نضعف بل ظلت أنظارنا شاخصة إلى الأفق وظلت تغمرنا نعم الله فمضينا قدمًا وفي أيدينا هدية الحرية وسلمّناها أمانةً إلى الأجيال المقبلة. (France 24, 2009)
وإعتمادا على النص الأصلي للخطاب الذي أدرجته نويورك تيمز (2009) مسودة (Transcript) ، فقد إستخراج الكاتب جدول -1 الذي يظهر تحليل لمحتوى الخطاب للكلمات ذات التكرار العالي والتي توقف عندها أوباما. الجدول -1 خلال كلمتة التي إمتدت حوالي 18 دقيقة. ليؤكد الدعوة إلى شحد الهمم والعمل على الخروج من هذه العتمة و من الجلباب البشع الذي لبسته سياسات الإدارات السابقة الرعناء وعلى رأسها المأزق المالي الحالي "الخطير" الذي ينبئ بسقوط النظام الرأسمالي الحالي. وتركيز الخطاب على دور الأفراد جمهور المواطنين في مواجهة الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها الولايات المتحدة حالية ومن ثم الخروج منها بسلام.
جدول -1: تحليل لمحتوى الخطاب للكلمات ذات التكرار العالي
الكلمة عدد التكرار الأمة/البلد/الولايات المتحدة 17 الأجيال 8 ظروف صعبة/تحديات 10 أزمة 4 قوة 8 العالم 8 بوش/هو 2
فشل 3 إقتصاد/السوق 3 الله 5 حرية 5 التغيير 2 إسلام/مسيحية/يهودية... 1 حرب/كراهية/عداوة 3
سيد مهدي علوي آل درويش - 2009
النتيجة:
بالإضافة إلى الهم الخارجي الذكور أعلاه؛ يعتبر بعض المراقبين إن ماقاله أوباما في خطاب تنصيبة هو صدى لماقاله الرئيس جون كندي قبل 48 سنة خلت (إتصال شخصي، شري إميدياتو، 21 يناير 2009). أوضح أوباما (2009) في خطاب تنصيبه أنه تم الصول إلى إنجازات عظيمة في الماضي بالعمل كفريق واحد. "اينما نظرنا ثمة عمل ينبغي القيام به، وضع الاقتصاد يتطلب التحرك بجرأة وسرعة وسنتحرك ليس فقط لايجاد وظائف جديدة بل لارساء اسس جديدة للنمو. سنبني الطرقات والجسور وشبكات الكهرباء والخطوط الرقمية التي تغذي اقتصادنا وتصلنا ببعضنا. سنعيد الى العلوم مكانتها ونعزز التكنولوجيا لتحسين نوعية الرعاية الصحية وخفض كلفتها. وسنستغل الشمس والرياح والارض لمد سياراتنا بالوقود ولتشغيل مصانعنا. وسنحول مدارسنا ومعاهدنا وجامعاتنا لكي تواجه متطلبات العصر الجديد. يمكننا القيام بكل ذلك. وسنقوم بكل ذلك." هذه الرؤية الداخلية المستقبلية تأكد رأي ابو خليل (2009) أن شبه اتفاق قد حصل بين نائب الرئيس جو بيدن وبين أوباما على أن يتسلّم على أساسه بيدن ملف «وضع الطبقة الوسطى»، وهي الأساس في هم إعادة الانتخاب.
السؤال: أنت وأنا كمواطنين في بلد الخيرأ يحق لنا أن نتسائل: كيف يتم لنا إنجاز بناء بنية تحتية تنعش «وضع الطبقة الوسطى» وللأجيال في بلادنا؟
المصادر العربية والأجنبية
ابو خليل، أ (2009). عقيدة أوباما: عن سياسة خارجيّة بدأت للتوّ. الديوان الكويتية. إستخرج في 4 فبرايرر 2009 من
بي بي سي (2009). خطاب الرئيس أوباما في سطور. إستخرج في 27 يناير 2009 من
براثا (2009). بدء البرنامج الرسمي لتنصيب باراك أوباما رئيسا للولايات المتحدة. إستخرج في 28 يناير 2009 من http://www.burathanews.com/news_article_58265.htmlجيم
هوغلاند (2009). المعلم على منصةٍ عالمية. إستخرج يناير 21 2009. من في صحيفة "واشنطن بوست" http://www.washingtonpost.com/
Creswell, J. W. (2005). Educational research: Planning, conducting, and evaluating quantitative and qualitative research. [University of Phoenix Custom Edition e-text]. Ohio: Prentice
Hall.France24 (2009). Retrived January 23, 2009. From http://www.france24.commc/
Cracken, G. (2008). How Obama speaks. Retrived February 2, 2009. From http://www.cultureby.com/trilogy/2008/06/my-hotel-room-t.html
Neuman, W. L. (2003). Social research methods (5th ed.). [University of Phoenix Custom Edition e-text]. Upper Saddle River, NJ: Prentice
Hall, N.T. (2009). Transcript of President Barack Obama’s inaugural address, as transcribed by CQ transcriptions. New York Times online. Retrived 23, 2009. From http://www.nytimes.com/
Obama, H. B. (2006). The audacity of hope: The thoughtson reclaiming the American dream. NY: Crown Publisher.
Oliffe, J. (2005). Why not orthography? Urologic Nursing, 25(5), 395-399. Retrieved May 10, 2006, from the EBSCOhost database
Shear M. D. and Kornblut, A. E. (2009). A historic inauguration draws throngs to the Mall. Retrieved January 24, 2009. Washingtonpost Newspaper. Retrieved Wednesday, January 21, 2009; A01. From http://www.washingtonpost.com/
28 فبراير 2009

ليست هناك تعليقات: