الأربعاء، أبريل 22، 2009

الحصانة من " الهشاشة "

السيد مهدي آل درويش - 1 / 10 / 2008م - 4:41 ص
المؤلف أتيحت له مناخات في محيط بيئتة الأسرية، العائلية ، و مجتمعه الأكبر ما أزعم أنها تستحق النشر إلى جيل الشباب ، التي وفرت لي المعرفة وبالتالي الحماية من "الهشاشة".
و للأمانة استعار المؤلف هذه العبارة من هجوم الشيخ القرضاوي و من وراءه على الشيعة والتشيع. وذلك في وصفه إخواننا السنة أنهم غير محصنين و "هشين" ضد أفكار التشيع التي تؤدي لتبصيرهم لمذهب أهل البيت . والمؤلف يزعم أن حملة الفتنة الجائرة المزمنة "السقيفية" المنافية لأبسط الحقوق الإنسانية بدأت تتفاقم ككرة الثلج بعد القضاء على نظام صدام في العراق وأخيرا "وليس آخرا" هزائم الصهاينة في لبنان على يد رجال حزب الله.
لعل القارئ الكريم وخصوصا جيل الشباب يجد في هذه التجربة بعض الفائدة إنشاء الله تعالى . النكتة الأدبية في الهدف من طرح هكذا تجربة هو تعزيز إدراك المؤلف أثرها على مسيرتة العلمية و العملية عندما سأله بصورة مفاجئة زملاؤه من طلاب الدراسات العليا و في نفس الوقت هؤلاء أنفسهم على رأس أعمال و وظائف مميزة في بلدانهم ، وخصوصا الأجانب من غير العرب منهم، وذلك في محافل أكاديمية وعملية. السؤال الموجه هو: " من أين لك هذا ؟ " يقصدون هذه الخلفية في المنافسة المعرفية والقدرة على التجديد والبحث عن المعلومة.
بعد أن بلغ المؤلف من العمر مبلغه، شعرت أن واجبي مشاركة هذه التجربة مع إخواني و أولادي من جيل الشباب عبر هذا الموقع المبارك. وهنا ،جدير بالإشارة أن المؤلف لا يدعي أنه من فئة الأشخاص الذين تبوؤا مناصب " عالية "، بل لعل المؤلف يوفق في أحد مشاريعه المتواضعة في المستقبل إلى سد فراغ في المكتبة العربية بالكتابة لمـا يعــرف " بالسيرة الذاتية " لفئة الناس "العاديين " أي الذين لم تتح لهم الفرصة لتبوؤ مناصب تنفيذية.
الشيعة و المانع المعروف "بالسقف الزجاجي" (Glass Ceiling) :
والذي يزعم أن هذا المانع الغير واضح في العالم المتحظر - ولذلك يعرف بالزجاجي- الأشخاص في مثل جيل المؤلف أنه الذي حال بينهم وبين المناصب"التنفيذية" وحصر أمثال المؤلف في مناصب ما يعرف بـ مساعدي الإداريين(Administration Staff).و ربما يوفق المؤلف في فرصة أخرى لمناقشة ما يسمى في الأدارة "بالسقف الزجاجي"(Glass Ceiling)الذي تمارسه المؤسسات في وطننا أمام الشيعة المؤهلين في تبوؤ تلك المناصب التنفيذية. و لا يتوقع القارئ أن هذه المقالة القصيرة تستوعب هكذا موضوع"السقف الزجاجي"وموضوع فقدان العدالة المرتبط به تجاه الشيعة أتباع مذهب أهل البيت . ويمكن الرجوع إلى المؤلفين أمثال الدكتور حمزة الحسن وتقارير منظمات حقوق الإنسان ، التي تشير في تقاريرها الدورية إلى وجود مانع "حديدي" ملموس أمام الشيعة في الحصول على وظائف في الخارجية والدفاع بما يتلائم والتركيبة السكانية.
ولهذا أيها القارئ الكريم ففي هذه النقطة من قراءتك وحرصا على وقتك الثمين لك كامل الخيار بالإنتقال إلى قراءة موضوع آخر تراه أكثر فائدة. فهذا الموقع المبارك ثري فعلا بالمقالات المتنوعة والمؤلفين الاسثتثنائيين وسير العظماء العرفاء.
كل فرد "قائد" (Leader): ففي حالة إقتناعك بالإستمرار بالقراءة عن شخص "عادي" يوجد مخرج وسبب من النظرة "العلمية"، بما فيها النظرة الشرعية وعلم الإدارة الحديث .
(Leadership) كل شخص يعتبر"قائدا" بغض النظر عن موقع هذا الشخص ومهما "صغر" منصبه ونوعية مهنته و خلفية مستواه العلمي والمهني وفي أي مؤسسة يعمل. المؤسسة هنا مثل البيت، العمل، المدرسة، النوادي، الديوانيات، و أي نشاط آخر كالجمعيات و المواتم و المواكب الحسينية. و ينظم تحت مظلة المؤسسة حتى " بشكة الأصدقاء ". ورد عن النبي ألأكرم: ( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته). يعود الكاتب الى صلب الموضوع في العوامل التي أغنت تجربة حياتي العلمية والعملية و وفرت الحصانة من "الهشاشة"، وحتى لا تكون المقالة مدح للنفس سأقتصر على عامل واحد، وهذا العامل مشترك عند الشيعة بصورة مباشرة وغير مباشرة ،هو مدرسةالأمام الحسين بن علي ،إنه كما قال الامام الخميني (قده) : (كل ما لدينا من الحسين ).
في البيت معلمة قرآن، فخري(نسخة)، وخطيبة (ملاية) حسينية مرموقة و طبعا مجلس حسيني:
فتح المؤلف عينيه على هذه البيئة التي حببت له العلم والتعلم المستمر. مؤسسة تحوي جميع العناصر التعليمية و إن كانت متواضعة. الدوام في تلك المؤسسة في الصبح والمساء. المتخصصون في نسخ قصائد و روايات أهل البيت يقصدون بيت المؤلف لبيع إنتاجهم الفكري. مجلدو الكتب يعرضون خدماتهم البارعة المتقنة. أمهات الطالبات المستجدات والقدامى بإمكنهن الزيارة لمناقشة أمور بناتهن في أي وقت يشاؤون. و يسبق يوم القراءة -مجلس العزاء- بدل جهد استثنائي لتوفير الجو والبيئة المناسبة والخدمات من أكل و شرب. يشترك في إدارة هذا الإعداد الرائع نشطاء فعالون من مختلف الأعمار والمستويات الإجتماعية.
الخلاصة أيها القارئ الكريم من مختلف الفئات العمرية ، إن قدرُنا بالإضافة للتمسك بالعترة الطاهرة ،هو في السعي الدؤوب للتعلم المستمر حتى نتيح مناخات معرفية في محيط الأسرة ، و مجتمعنا الأكبر التي توفر الحماية من "الهشاشة"، وذلك ضد الفتن الجائرة المزمنة والمسعورة.

ليست هناك تعليقات: