الخميس، أبريل 23، 2009

الإنسحاب عن أحمدي نجاد مجرد تصرف صبياني

الإنسحاب عن أحمدي نجاد مجرد تصرف صبياني
أدريان هاملتون - « الاندبندنت - ترجمة السيد مهدي آل درويش بتصرف» 23 أبريل 2009
مقدمة:
حثت الأديان و أداب شعوب العالم المتوارثة على حسن الإستماع للآخر. كما أن مدارس وكليات الإدارة الحديثة أولت أهمية قصوى لسمة فن الإستماع لأراء اللآخرين ومن أسرار نجاح القادة. أكد كوفي (1989) على أن سمة الإستماع تمكن الشخص المتلقي إلى فهم الآخر، و بالمقابل تسهل سمة الإستماع على نفس هذا الشخص إلى إيصال وتفهيم رسالته للآخرين.
ومن المسلمات الواضحة أن كل القيم، الأخلاق، والقوانين، وحتى وما يدرس في الكليات من نظريات تعطل إذا كانت تتعارض مع سياسة الصهاينة وإسرائيل. والآن أتتركك لقراءة مقالة (مترجمة) للسيد أدريان هاملتون لمقالة نشرها في الإندبندت تحت عنوان "الإنسحاب عن أحمدي نجاد مجرد تصرف صبياني".. هذا التصرف من مندوبي الغرب وصف بأنه مجرد حركة صبيانية بقلم أدريان هاملتون ، 23 أبريل 2009 .
ألمقالة: "الإنسحاب عن أحمدي نجاد مجرد تصرف صبياني"
ماذا نحاول أن نقول للعالم من خلال هذا التصرف الصبياني (الإنسحابات من القاعات)؟ هل منع هذا التصرف الصبياني أي ذكر لإسرائيل ومماراساتها العنصرية؟ ألم يحن الوقت للدبلوماسيين الغربيين، وقف لعبة الأطفال الرضع هذه ضد الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد؟ كلما يحققه هذا الفعل من مقاطعة المؤتمرات بسبب وجود الرئيس الإيراني، ومغادرة القاعات حين إلقاء خطبه تعزز الأنا لدى أحمدي نجاد، وتزيد من شعبيته في الداخل الإيراني لإعادة إنتخابة مرة أخرى، وتسقط في يد إسرائيل في محاولتها اليائسة لإقناع العالم أن إيران الخطر المييت لبقاء إسرائيل. (هاملتون، 2009)
مواقف وآراء أكثر حدة:
صحيح أن سلوك الرئيس الإيراني ليس محبب في العالم الغربي. بعض ما يقوله بالتأكيد فيه جدل. لكنه لا يزال أفضل من غيره وأفكاره المطروحة تبقى بعيدة عن صفة الأكثر هجومية والأكثر حدة في الوقت الحالي إذا قيست بمواقف نظرائه من الروساء الغربيين. مثل موقف السيد سيلفيو برلسكوني عن المرأة والجنس، ورأي السيد ونيكولا ساركوزي في عدم ملاءمة المسلمين للإنضمام الى الأمم المتحضرة. يضاف إلى ذلك رأي الرئيس البولندي، السيد ليخ كازينسكي، حول المثليون جنسيا. وشعوب أوروبا يحق لهاالمطالبة العادلة في عدم السماح لمناقشة هكذا قضايا حساسة للمجتع من قبل هؤلاء الزعماء في مثل هذه المؤتمرات الدولية. (هاملتون، 2009)
خطاب السيد نجاد:
قراءة في خطاب ومواقف الرئيس الايراني في مؤتمر الامم المتحدة ضد العنصرية في جنيف هذا الاسبوع لاتثير كثير من الإستغراب في الغرب، والحقيقة الخطاب يتظمن قدراً معين من الأفكار يمكن يتم الاتفاق عليها. إتهاماته ضد القوى الإمبريالية و ما فعلوه أبان الحكم الاستعماري وتجارة الرق الى حد كبير لازالت جزءاً من المناهج المدرسية المعترف بها في الغرب. وغضب السيد نجاد على تسبب الغرب بالأزمة الاقتصادية الحالية، وإنعكاساتها السلبية على الأبرياء من شعوب العالم النامي والضغط عليهم في الإسهمات المالية لحلهاوجد هذا الغضب من السيد نجاد صدى وتأييد بين معظم المندوبين داخل المؤتمر فضلاً عن خارجه. (هاملتون، 2009)
تصرف صبياني:
لم يتوقف الأمر بلملمة قادة أوروبا وأمريكا الشمالية أطراف ملابسهم وتبييت الخروج الإستعراضي من القاعة حين يبدأ السيد نجاد يأخذ مكانه على منصة الخطابة وقبل أن يبدأ خطابه. بل تمادى سفير بريطانيا لدى الامم المتحدة في جنيف، السيد بيتر غودرهام، بالتصريح علناً عندما قال : "بمجرد أن بدأ الرئيس أحمدي نجاد يتحدث عن اسرائيل، وهذا الإشارة المتفق عليها بيننا بالخروج الإستعراضي. إتفقنا مسبقا إنه اذا كان في الخطاب مجرد ذكر لإسرائيل بالإسم لن يكون هناك أي تسامح ". ومضى سفير بريطانيا في إصدار حكمه المسبق و التعسفي بل الجائر والغير مدعوم بإي حقائق بقوله: إن الرئيس الإيراني مذنباً في معاداته للسامية. نقطة أول السطر. (هاملتون، 2009)
تهمة معادات السامية:
كيف يمكن إتهام رجل بتهمة معادات السامية وأنت لم تبقى في القاعة ولم تستمع بعد لخطاب الرجل؟ أنه واحد من الأسئلة التي لا شك في أن وزارة الخارجية البيطانية يجب أن تقوم بإعداد دورة تدريب لدبلوماسييها لشرح إنسحابهم الصبياني هذا للآخرين. السؤال ماذا يريد ممثلي وزارة الخارجية أن يقولوا هنا؟ هل إن أي مناقشة أو ذكر لكلمة إسرائيل ممنوعة في المحافل الدولية؟ هل مجرد ذكر لإسرائيل يكفي الحكومات الغربية تجمع على منع ذلك؟ ففي الواقع، خطاب أحمدي نجاد لم يكن معاديا للسامية، بالمعنى الضيق للكلمة. خطابه خلى من ذكر شطب اسرائيل من خريطة العالم. السيد نجاد لم يذكر كلمة "يهود" ، بل ذكر كلمة "الصهاينة"، في السياق الإسرائيلي. كما أنه لا تكرار لنفي المحرقة الشائنة، وإنما أشار في الخطاب بإستخفاف عن "غموض" الأدلة عن الحادثة. (هاملتون، 2009)
إسرائيل رأس حربة وجبهة قتالية متقدمة للغرب:
كما أشار الخطاب إلى الإتهام القديم والمألوف في منطقة الشرق الأوسط للغرب في إنشاء وطن لإسرائيل لحل مشكلة اليهود في أوروبا وتكفيرأً لذنب أوربا للإبادة الجماعية بحق اليهود. وإتهام اسرائيل بالبلد الأجنبي والغريب على جسد منطقة الشرق الأوسط الذي فرض من قبل الغرب كرأس حربة وجبهة متقدمة حساب السكان الأصليين والمنطقة. هذا التوجه الغربي مدعوماً من الصهيونية العالمية الذين يهمنون على دفة السياسة الغربية. وأشار الخطاب إن الغرب يدعم الممارسات العنصرية ضد الفلسطينيين. (هاملتون، 2009)
النظرة النمطية للغرب:
يمكنك كأوروبي أعتبار هذا الزعم الهجومي من قبل السيد نجاد غير واقعي (وجود مؤامرة غربية و صهيونية عالمية) ولكن الوقائع تشير وتدعم هذه النظرة النمطية للغرب من شعوب المنطقة و العالم الاسلامي. أن الدعم الغربي لإسرائيل يعتبر مؤامرة وليس مجرد إنحياز. ويدعم هذا التوجه هناك الآن ما كتب من قبل الأكاديميين الغربيين أن حجم تأثير اللوبي (رغم صغر حجمه نسبياً) الموالي لإسرائيل على السياسة الخارجية للولايات المتحدة يفوق كل التوقعات. والتصرف الصبياني في جنيف لمندوبي الدول الغربية على أقل التقادير ثبت مقولة وتأكيد خطاب السيد نجاد على أن الغرب شريك لإسرائيل في ممارسة العنصرية ضد الفلسطنيين وشعوب المنطقة. فكلام السيد نجاد عادلاً في اتهام إسرائيل بأنها دولة عنصرية وبإعتبارها الدولة الوحيدة في العالم التي تعرف نفسها والمهاجرين بعناوين عنصرية. وإذا وجد شك ضد زعم السيد نجاد في المبدأ الذي تأسست عليه إسرائيل الذي يبيح لها ممارسات عنصرية ضد غير الإسرائيليين، ولتبديد هذا الشك ما عليك إلا قراءة التصريحات العنصرية لوزير الخارجية الإسرائيلي الجديد، افيغدور ليبرمان. وبطبيعة الحال ، خطاب السيد نجاد موجهه إلى الشارع والجمهورالإيراني بالخصوص وشعوب المنطقة والعالم الإسلامي بصفة عامة. وهو سياسي يطمح في وقت قياسي وفي سباق مع الزمن لإعادة إنتخابه في ظل أزمة إقتصادية في إيران تجعل إعادة ترشيحه عرضة للخطر. لقد سئمت معظم الطبقة المثقفة الإيرانية بتصريحات السيد نجاد والمثيرة للجدل على الساحة العالمية في الوقت الذي تمر بلاده من أمر سيء إلى أكثر سوء. بطبيعة الحال، المؤتمرات الدولية مثل داربن 2، تستغل من قبل الزعماء لتحسين الصورة وتسليط الأضواء، ولكن ليست المكان الأنسب لمثل خطابات السيد نجاد المسهبة والعنيفة في طابعها الهجومي. (هاملتون، 2009)
الخلاصة:
ولكن الحق يقال أن السيد نجاد بإثارة هكذا قضايا عن العنصرية وتآمر الغرب ودعمه لإسرائيل لا يعبر عن وجهة إيران فقط بل هو عينه لسان ورأي شعوب المنطقة. ومحاولة تفادي الإستماع بالصورة الصبيانية التي شهدناها وإنكار الرؤية التي طرحها خطاب السيد نجاد، لن يؤدي إلا إلى زيادة الشعور بالإستياء ضدالعالم الغربي وإسرائيل. كما تعمل على تعزيز الإعتقاد السائد في منطقة الشرق الأوسط والعالم الإسلامي أن الغرب لايفتأ أن يكون ضد شعوب المنطقة في تقديم السند لمن يقف حجر عثرة في طريق العدل والحرية لشعوب المنطقة. وهو بالضبط ما عززه تصرف مندبوا الدول الغربية في إنسحابهم الصبياني عندما بدأ السيد نجاد خطابه. (هاملتون، 2009)
السؤال إذا كان الكاتب وصف في الإندبندنت إنسحاب ومغادرة مندوبوا الدول الغربية القاعة حال بدأ أحمدي نجاد خطابه مجرد حركة صبيانية؛ فبماذا يوصف تصرف الدولة العربية التي إنسحبت مع من إنسحب؟
المصادر
Covey, S. R. (1989). The seven habits of highly effective people: Powerful lessons in Personal Change[Book Summary]. Retrieved April 26, 2009. http://www.getabstract.com/
Hamilton, A. (2009). Walking out on Ahmadinejad was just plain childish. Independent News Paper. Issue 1672580 dated April 23, 2009. Retrievd April 26, 2009. From http://www.independent.co.uk/.

ليست هناك تعليقات: