الأربعاء، أبريل 22، 2009

الحوافز في الإدارة (motivation and empowerment)

الحوافز في الإدارة 9 / 11 / 2008م - 9:23 ص
في الإدارة الإسلامية والنظريات الإدارية في مدارس ما بعد الحداثة(Postmodernism) يكون الإعتماد الأساسي على الدوافع المعنوية، ويتم عبر التعليم العقائدي والأخلاقي المستمر دون ترك أو إهمال للدوافع المادية.
يمكن النظر إلى الحوافز على نوعين رئيسيـين،حافز مهم وأساسي مادي (مالي) كالراتب الشهري، المكافآت، البدلات، والعلاوات. ويندرج تحت هذا العنوان المصروف الشهري "الخرجية" بالنسبة لأفراد الأسرة.
النوع الآخر من الحوافز معنوي وهو الأخطر والأصعب، من حيث الأهمية والتنفيد لإستمرار الأفراد لأداء واجباتهم وأعمالهم. مثال على تجاهل بعض المؤسسات للحوافز المعنوية والإقتصار على المادية:
طالما سمع بعض الموظفين خلال مناقشة التقويم السنوي (appraisal) المقالةالمكررة "كليشة" من بعض رؤسائهم، " ألا تقبض شيك راتبك نهاية الشهر؟ ". وكثيرا ما تصاحب هذه المقولة من قبل البعض نبرة المنة والإيحاء وبصلافة أن هذا الراتب أكثر مما يستحق الموظف.
أفراد الأسرة والحوافز:
وعلى هذا النمط من النظرة القاصرة في التربية أو قل الإدارة - حتى لا ندخل في موضوع آخر- أن رب الأسرة (إمرأة أو رجل) يصرخ في حالة عدم رضاه وفي حالة من الغضب موجها الخطاب إلى من حوله: ألم أوفر لكم "المأكل والمشرب والخرجية" ؟ ففي المؤسسه الصغيرة العائلة مثلا، يفاجئ المنفق من رجل أو امرأة بعد مراجعة مردود (feedback) انفاقه المالي بأنه غير مرضي، وأن جهوده في توفير العيش الكريم إلى أفراد أسرته غير مقدر بالمقدار المتوقع المتناسب مع جهوده. وذلك لعدم صحبة الإنفاق المادي انفاقا آخر من نوع الحوافز المعنوية. ومع الأسف غالبا ما تكون هكذا مراجعة ومصارحة رب الأسرة مع من يعول متاخرة وبعد غفلة زمنية طويلة.
الحوافز المعنوية غالبا تكاد - أو غالبا ما تكون - مجانية:
الحوافز المعنوية الأصعب على المؤسسات والأفراد القيام بها. السبب أن الحوافز المعنوية والتي غالبا ما تكون غير مكلفة ماديا تكون الأخطر لديمومة مواصلة الأفراد بذل جهدهم في تنفيد استراجية المؤسسة. لأنه بعد مدة يتحول الراتب الشهري (salary) على أهميته للموظف إلى روتين ومن المسلمات الشبه مضمونة،مما يفضي للفرد أن يعتبر الحوافز المادية غير كافية. أن يربت المسؤول على كتف الموظف أثناء تأدية عمله لها مردود مقدر جدا. كلمة "شكرا" يلصقها المسؤول على سطح مكتب الموظف مثال آخر. إهداء وردة أو كلمة إطراء إلى الأم عندما تجمع جميع أفراد الأسرة في نهاية الأسبوع كدليل عرفان على عمل كعكة مبتكرة... و بالمناسبة يوجد عدة مؤلفات ومقالات عن هذا النوع من الحوافز. ولرفع المعنويات والطاقات الكامنة في الموظفين يمكن للقارئ الكريم الرجوع اليها. فقد أكد بوب نلسون (2005) في مؤلفاته هذا النوع من الحوافز.
كمثال: شركة ساس (SAS) لإنتاج البرامج الكمبيوترية:
جننك وقوودنيات (2006) أكدا، في محاظرة بثت عبر الأقمار الصناعية، على أن الحوافز المعنوية ساعدت الشركة في إنجازاتها وذلك بتوفير الآتي في مكان عمل الشركة:
• دار حضانة لأبناء العاملات.• المرونة للموظف في اختيار أوقات الدوام الرسمي.• مراكز طبية• أماكن ترفية• مركز لياقة بدنية• المساعدة على التعليم المستمر في الجامعات المرموقة
بالإضافة، أزال الرئيس جميع العوائق التي تحول بالإتصال المباشر معه سواء في مكتبه أو في المراكز العامة المذكورة أعلاه. كما يمد يد المساعدة المباشرة لعموم الموظفين وذلك لإكمال المشاريع في وقتها المحدد. التزام الرئيس بهذه البرامج أكسب شركة " ساس" شهرة قومية مماجعل الدوريات والإصدارات مثل ولستريت جورنال (The Wall Street Journal)، فورشن(Fortune )، فاست كمباني (Fast Company)،بزنس وييك (Business Week)، ومجلة المرأة العاملة (Working Mother) بالإشادة بهكذا برامج. كما أكد ذلك أحد الزملاء أنه عمل في برج "ساس" في تورنتو في كند ا. وإن مناخ العمل الحميم كسب سمعة رائدة ومثال يحتدى به من الجميع هناك. وأنهم يسعون في توفير التعليم لعموم الموظفين. وللمزيد من المعلومات، بإمكان القارئ الكريم الرجوع «للرابط».
حافز ضميري أو داخلي ذاتي
تنويه عن بعض الموظفين الذين يعملون من منطلق أو قاعدة استقلالية الأفراد الذين يديرون أنفسهم بدون حاجة إلى من يراقبهم أثناء تأديتهم إلا الله سبحانه. تجد في داخل هؤلاء على مختلف مدارسهم وخلفياتهم "الدوكماتية" حوافز ذاتية. بهذا الدافع الداخلي تراهم يؤدون عملهم بإنتاجية عالية وبتفاني وبأساليب مبتكرة لحل المشاكل. فالمتقدم إلى مهنة التمريض، يجب أن تتوفر فيه هذه السجية. وهذه الحالة في إسلوب تأدية العمل يتطابق مع النظرية الإسلامية التي كتب عنها آية الله الشيخ ناصر مكارم الشيرازي تحت عنوان " خصائص الإدارة الإسلامية " في هذا الموقع المبارك. «أنظر الرابط»
خصائص الإدارة الإسلامية:
أكد الشيرازي على أنه تم الإستفادة من هذين العاملين المادي والمعنوي بشكل كبير في نظرية الإدارة الإسلامية، وعلى هذا فإن المجال أمام مدراء الدوائر الملتزمة بالتعاليم الإسلامية يكون مفتوحاً هنا بالكامل.و أضاف سماحته "وأساساً، فإن الدوافع المؤثرة هي التي تمتلك الخصائص الثلاث التالية:
1 ـ القدرة الفائقة، لمكافحة جميع العقبات والوقوف بوجهها.2 ـ المحافظة على عدم ضعف الدافع بمرور الزمن، ومواجهة المشاكل المعقدة.3 ـ قدرته على التحفيز واستشارة النفس على النشاط. و بخلاف ذلك، فإن الإدارة ستواجه المشاكل، ولن تحقق أهدافها إلا في ظروف خاصة.
والخلاصة:
في الإدارة الإسلامية والنظريات الإدارية في المدارس ما بعد الحداثة (Postmodernism) يكون الإعتماد الأساسي على الدوافع المعنوية، دون ترك أو إهمال الدوافع المادية. ومن هنا تبنى أهمية الدوافع المادية، بالإضافة إلى الدوافع المعنوية سواء كانت على شكل قيم إنسانية سامية، أو دوافع إلهية لحمل الإنسان على العمل بصبر ومثابرة ونكران للذات.
المصادر:
الشيرازي. ن.م(9 أغسطس، 2008). خصائص الادارة الاسلامية. أسترجعت منhttp://www.baqiat.com/index.php
? act=artc&id=46 بتاريخ 6 أكتوبر 2008.
Jennings & Goodnight (2006). The traits of authentic leadership: how stewardship drives growth. Targeted Learning Corporation: The executive leadership series. Broadcasted June 19، 2006 12:00-1:30 p.m. ET
Nelson، R. (2005). 1001 ways to reward employees. Publisher: Workman Publishing Company،
Inc.Nelson، R. (1997). 1001 ways to energize employees. Publisher: Workman Publishing Company، Inc

ليست هناك تعليقات: