الأربعاء، أبريل 22، 2009

أحداث البقيع منافية للصورة المرسومة في الغنيمة

- 3 / 3 / 2009م - 1:50 م

تناولت وسائل الإعلام المحلية الرسمية، العالمية، والشعبية العنكبوتية بما فيها اليوتيوب، أحداث البقيع الدامية وإنتهاك لأبسط حقوق الإنسان الشيعي. وتداعيات الحدث شوهت جهود آل سعود في تحسين صورتهم لناحية إعطاء الشيعة حقوقهم وخصوصا في المنطقة الشرقية الغنية بالنفط .

"الغنيمة The Prize: ملحمة السيطرة على النفط ، المال والقوة" عنوان لكتاب صدر عام 1991 يعتبر أحد المراجع الحالية المشهورة لتاريخ النفط في منطقتنا والعالم. ما يعنينا جزء من الكتاب الخاص بحرية وحماية الشيعة العبادية في المملكة المكفولة، والتي إنتهكت في أحداث البقيع الدامية. هذه الحرية المكفولة التي أشار إليها الكتاب من عهد المؤسس الأول للملكة الملك عبد العزيز آل سعود والمعروف في أدبيات العالم الغربي ب "إبن سعود".

في معرض تعريفه بالكتاب أكد الأحمري (2007) تعامل القوى الدولية الكبيرة مع دول الخليج كـ"غنيمة The Prize "، وهذا عنوان كتاب لرئيس تحرير جريدة نيويورك تايمز سابقا دانيال ييرغن: "الغنيمة.. ملحمة البحث عن النفط المال والقوة"، وترجمه بعضهم باسم "الجائزة" على أكثر من 18 لغة، ويدور حول البترول عموما والبترول في المنطقة خصوصاً، كما أشادت الموسوعة الألكترونية ويكبديا (2007) بالكتاب المكون من 800 صفحة لكن المؤلف نجح في صياغة الفكرة الرئيسة وهي: علاقة النفط الى صعود الرأسمالية الحديثة؛ وتشابك العلاقات بين النفط والسياسة والقوة الدولية، والعلاقة بين النفط والمجتمع في ما يدعو ييرغن الفترة بعصر " الهيدروكربونية".

الفقرة التالية من البحث ستناقش رؤية "الغنيمة" في رعاية الشيعة والتي يبني الغرب دراساته وأبحاثه عن النفط والمنطقة على هذه الفرضية أو القاعدة التي تحطمت في الأحداث الأخيرة. ؤية "الغنيمة" لحرية الشيعة المكفولة في ممارسة شعائرها الدينية:

أكد ييرغن (1991 ) Yergin أخضاع إبن سعود خلال 1913-1914 من القرن الماضي المنطقة الشرقية من الجزيرة العربية، بما فيها من مساحات شاسعة، من واحات الأحساء - مايعرف الآن المنطقة الشرقية - تحت سيطرته. وحيث أن التركيبة السكانية للمنطقة الشرقية معظمها من المسلمين الشيعة الإثني عشرية وأن العائلة السعودية المسيطرة ليست فقط من المسلمين السنة بل و المتبنين إلى الفكر الوهابي المتشدد. إبن سعود تفهم بتمعن خصوصية غالبية شعب منطقة الأحساء– المعروفة الآن بالمنطقة الشرقية أو منطقة القطيف والأحساء- من أتباع مدرسة المذهب الجعفري الإثني عشري الإسلامية. وذلك برعاية خصوصيتهم وحمايتهم المذهبية من المتشدديين الوهابية فضلاً عن توفير الحماية الأمنية وإفساح المجال للشيعة بممارسة معتقداتهم وعدم السماح للوهابيين من بإستفزازهم عند ممارسة شعائرهم الإسلامية. رغم تعنت وسيطرة الوهابية أدرك إبن سعود بفطنته السياسية إن من مصلحته السياسية عدم السماح بتجاوز الخطوط الحمراء الحساسة لجهة المساس بحريات الشيعة في ممارسة شعائرهم الدينية المقدسة. " يوجد لدينا ثلاثون ألفاً من الشيعة الذين ينعمون بالسلام والأمن." في الأحساء كما صرح بذلك إبن سعود. " لايوجد من أحد يكدر ويسئ إليهم. كل مانرجو منهم أن يمارسوا طقوسهم بدون تجاوز للمظاهر المعتادة ." (ييرغن ، 1991، ص 185، ¶3)

أحداث البقيع الأخيرة في1430 تطرح عدة أسئلة:

بعد الأحداث الدامية والغير إنسانية في حق الشيعة في رحاب الرسول الأعظم والأئمة المعصوميين (عليهم السلام) والصحابة الكرام في بقيع الغرقد يطرح كل فرد تابع الحدث وخصوصاً في ظل المتغيرات والأزمات العالمية الحالية عدة أسئلة: السؤال الأول: لمصلحة من خرق الحقوق المكفولة للشيعة والموثقة في أدبيات الغرب وتشوية صورة المملكة كتلك المذكورة في كتاب : "الغنيمة.. ملحمة البحث عن النفط المال والقوة؟"

السؤال الثاني: بعد الإخفاق المدوي للصحافة ووسائل الإعلام الرسمية في مراعاة المهنية في نقل خبر أحداث البقيع بحيادية. هل تتوقع هذه الصحف ووسائط الأعلام من يثق بها من أصحاب الضمير الحي والذين صدموا عند إظهار وقائع الجريمة بالرسائل والصور السريعة "اليوتيوب"؟

السؤال الثالث: من مبادئ الإدارة والقيادة التنوع البشري والمذهبي الذي هو مصدر قوة لأي مؤسسة. أما آن الوقت بعد أحداث البقيع في إدراج الشيعة في كل مفاصل الدولة القيادية كوزراء؛ سفراء؛ مدراء مؤسسات؛ قضاة وحتى فتح مكاتب للإستفتاء للشيعة على المذهب الجعفري في كل الأماكن المقدسة؟

المصادر العربية والأجنبية

الأحمري، م. (2007). عودة إيران لحراسة الجيران. مجلة العصر. إستخرج في 3 مارس 2009 من http://www.alasr.ws/index.cfm?method=home.con&contentID=8934

Yergin, D. (1991). The prize: the epic quest for oil, money and power. New York: Simon & Schuster.

Wikipedia online. The prize: the epic quest for oil, money and power. Retrived March 3, 2009. From http://en.wikipedia.org/.

ليست هناك تعليقات: